كشفت الصحفية اليهودية "عميرا هس" في صحيفة "هاآرتس" أمس الجمعة (6-8)، أن قوات الاحتلال تعتقل في السنة نحو 700 طفل فلسطيني، وتقدمهم إلى المحاكمة العسكرية بـ"تهمة" إلقاء الحجارة على سيارات المغتصبين أو على الجنود، وشكا 97% منهم من التعرض للتعذيب، و14% منهم من تعرضهم لاعتداءات جنسية أو لتهديد بالاعتداء الجنسي.
جاءت أقوال "هس" خلال تقرير لها فضحت فيه كيفية اعتقال جنود الاحتلال أطفالاً من مدرستهم، ومن داخل الصفوف، ووجَّهت إليهم "اتهامات" بقذف الحجارة، ثم سُحبت القضية بعد أن كاد محامي الدفاع يثبت أنهم استخدموا شهادات كاذبة أمام المحكمة.
وبينت "هس" أن هذه القضية موجودة في المحاكم العسكرية منذ نحو سنتين، حين اعتقلت القوات الصهيونية مجموعة من الأطفال الفلسطينيين في مخيم العروب للاجئين للاشتباه في أنهم قذفوا الحجارة على السيارات المارة بالمكان.
وادَّعى الجنود بدايةً أنهم ضبطوا الأطفال متلبسين وهم يقذفون الحجارة، ولكن عندما استجوبهم المحامي من طرف مؤسسة الضمير الفلسطينية محمود حسان، وواجههم بحقائق أخرى، اعترفوا بأنهم لم يروا الأطفال وهم يصيبون أية سيارة.
واعترفوا أيضًا أن قسمًا من الأطفال اعتقلوا وهم داخل بوابة المدرسة الزراعية المقابلة للمخيم، وفي الجلسة الأخيرة للمحكمة أعلن المحامي أنه سيطلب جلب عدد من معلمي المدرسة لتقديم الإفادة، وأكد أنهم سيشهدون بأن الجنود اعتقلوا جميع الأطفال في المدرسة، بل إن بعضهم اعتقل وهم داخل الصفوف، وعندها أعلنت النيابة أنها قررت سحب الملف من المحكمة، وعمليًّا إبطال "الاتهامات" فتم إطلاق سراحهم.
وأوضحت "هس" أن هذه واحدة فقط من القضايا التي تظهر مدى التعسف في المحاكم العسكرية عمومًا، وتجاه الأطفال الفلسطينيين بشكل خاص؛ حيث إن المحكمة وافقت على اعتقالهم بناءً على إفادات الجنود التي تبيَّن أنها كاذبة، ولكن في هذه المرة حارب المحامي من أجل موكليه بكل قوة وإصرار، فانكشفت الحقيقة، ولكن في حالات أخرى كثيرة انتهت المحاكم بقرارات إدانة وسَجْن لأطفال بشكل جائر، وذكرت أن عدد الأطفال الذين يعتقلهم الجيش الصهيوني في كل سنة يصل إلى 700 طفل.
وأبرزت "هس" في تقريرها إحصاءً جرى أخيرًا بيَّن أن نحو 65% من هؤلاء الأطفال يتم اعتقالهم بين ساعات منتصف الليل والساعة الرابعة فجرًا، وأنهم يتعرضون منذ اعتقالهم لشتى صنوف التنكيل والتعذيب: 97% منهم قالوا إنه جرى تكبيلهم بالأغلال فترة طويلة، و92% شكوا من تعصيب عيونهم فترة طويلة، و69% شكوا من تعرضهم للعنف الجسدي من قبل الجنود والمحققين، وشكا 50% من شتائم وإهانات كلامية، و49% منهم تعرضوا للتهديد بالعنف إذا لم يعترفوا، و32% منهم وقَّعوا على إفادات مكتوبة باللغة العبرية التي لا يجيدونها.