افادت مصادر مطلعة لـ''الخبر''، بأن الطالب الجامعي الموقوف بداية
الأسبوع الماضي، كان سيتعرض لمحاولة اختطاف من طرف عناصر المخابرات
الإسرائيلية ''الموساد''، على خلفية المعلومات التي توصلت إليها مصالح
الأمن.
أوضحت ذات المصادر، بأن الطالب الجامعي الجزائري البالغ من
العمر 25 سنة، والذي سبق أن تطرقت ''الخبر'' إلى توقيفه من قبل مصالح الأمن
بعد اختراقه لعدة مواقع أجنبية واستغلاله لبطاقات بنكية لرعايا كنديين
والذي يحضر لرسالة دكتوراه في الإعلام الآلي بجامعة عنابة، كان على اتصالات
متقدمة مع مجموعة من الأشخاص من جنسيات مختلفة مشتبه في علاقتهم بجهاز
المخابرات الإسرائيلية ''الموساد''، حيث اعترف الطالب الجزائري خلال
التحقيق الأمني بأنه كان يحضر قبل يومين من موعد توقيفه من طرف عناصر الأمن
لمغادرة أرض الوطن، والتوجه إلى تونس لملاقاة فتاة رومانية من أصول
يهودية، تعرف عليها عن طريق الأنترنت، حيث كان حسب اعترافاته، يتبادل معها
دوريا المعلومات وطرق صناعة ''البرامج المعلوماتية'' الموجهة بالخصوص إلى
اختراق المواقع الإلكترونية للمؤسسات البنكية والصناعية وكذا المواقع
الإلكترونية السرية التي يصعب اختراقها كموقع مكتب التحقيقات الفيدرالي
الأمريكي، الذي تمكن من اختراقه بسهولة بالنظر لتمتعه، حسب ما توصلت إليه
مصالح الأمن، بعبقرية وذكاء خارقين للعادة.
وذكرت مصادرنا، بأن
المعني كان يبتسم عند توقيفه بمسكنه في وجه عناصر الأمن، حيث قال لهم ''إني
فرح جدا بأن يتمكن الأمن الجزائري من توقيفي بعد سنوات من البحث من طرف
''الأنتربول''، معترفا بأنه لم يفكر ولو للحظة أن يعتدي على المواقع
الإلكترونية للمؤسسات الجزائرية أو يسلب الأموال من البنوك وأرصدة الزبائن،
رغم قدرته على ذلك.
وذكرت مصادر مقربة من عائلة الطالب الجامعي،
بأن السلطات العمومية كان بإمكانها تجنيب ابنها الوقوع في هذه الجريمة
المعلوماتية لو سارعت إلى استغلاله بفتح مجالات العمل في مؤسسات الدولة من
أجل تطوير قدراتها وبرامجها المعلوماتية، بدلا من التهميش الذي حاولت أطراف
أجنبية استغلاله لأغراض استخباراتية.
وأضافت المصادر ذاتها، بأن
تدخل مصالح الأمن في الوقت المناسب إثر المعلومات التي حصلت عليها من أجهزة
أمنية عالمية، مكنت من إنقاذ الطالب الجزائري من محاولة اختطاف كان مدبرا
لها منذ فترة
كما ان هذه الفتاة الومانية المشتبه في علاقتها بجهاز المخابرات الإسرائيلية ''الموساد''، مكنت الطالب
الجزائري من التعرف على أشخاص آخرين مختصين في القرصنة والجريمة
المعلوماتية، يقيمون بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، حيث كان
يتبادل معهم المعلومات عن طريق إنشاء مجموعة من ''الرسائل الإلكترونية''
التي فتحها بغرض تبادل المعلومات وتضليل أجهزة المراقبة.
كما كان
يستدرج في كل مرة، حسب عناصر التحقيق، من طرف عناصر هذه الشبكة، الدولة
المختصة في قرصنة المواقع للحصول على ''برامج معلوماتية'' تمكنهم من اختراق
المواقع الإلكترونية المراد الولوج فيها بسرية تامة، مع تسديدهم لمبالغ
مالية معتبرة يتم صبها في الحساب البنكي للطالب الجامعي الجزائري. وأشارت
المصادر ذاتها، بأن الطالب كان محل اهتمام جهات عديدة، باعتبار من الأشخاص
القلائل في العالم ممن يتمتعون بذكاء خارق في إعداد البرامج المعلوماتية،
بدليل أنه قدم لمصالح الأمن قائمة اسمية تضم ثمانية أشخاص يقيمون بأوروبا
وأمريكا كان على علاقة بهم، وقد قدم بشأنهم طلبا قضائيا من العدالة
الجزائرية للحصول على معلومات نيابية حول الأشخاص المذكورين.