حين يستمد القلم مداده من قناة الزمن، تدق على نافذة ذكرياتي صورة المعلم القدير
أيها الإنسان الرائع الذي علمتني إن اكتب في السطر الأول من الدرس الأول إن الحرية حق والعدالة حق، والوطن حق للجميع وكما يخضر طين الحقل بعد إن ينتشي من رذاذ المحبة كان لتعليماتك السحرية أثرها القوي، في تقويم نفسي الصغيرة، التي تربت منذ الطفولة الأولى على إجلال الأستاذ فهو من كاد إن يكون رسولا، أنها صورة الماضي، صورة العفوية التي تحفر في أخاديد الحياة كل حكاية جميلة عن درس الجغرافيا والتاريخ والعلوم، أيام اختلطت فيها براءة الصفحة البيضاء مع شقاوة الطفلة الذكية، وحين اعمل إلى التذكر تنبسط إمامي صورتك بأدق تفاصيلها، وقت كنت تغرس في معاني الحياة، وحب الإقبال عليها، يتراءى طيفك الآن وأنت تضربني على يدي الصغيرة لأني أخطأت في إعراب «الحياة املأ ومن يومها وأنا على علم مسبق من أين ينطلق المبتدأ، وفي إي جهة من الجهات الأربع يجد خبره، انه السر الحنيني الذي يعطيني القدرة على استدعاء كل الملفات السرية من خزانة الذاكرة لشخصك الحنون مثل لحاء الشجرة القاسي!!
اعترف وأنا في محراب علمك أني مازلت جاهلة وشقية ومتعبة. معي فقط قنديل فيه زيت من شجر وطني، وحفنة من الحنطة التي تشبع القلب والعقل، فصحراء الحياة طغت على اللون الأخضر ولم يعد هناك متسع لموطئ قدمي.