سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وصلاة وسلاما علي سيد الخلق و أشرف المرسلين صلاة يرضي الله بها عنا ويرضينا وعلي اله وصحبه وسلم ،
فهذه بعض نصائح جمعتها وهي ليست من عندي ، أوصي بها نفسي وإخواني وأرجو بها رضي الله وغفرانه والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
كيف كان صحابة رسول الله يستقبلون رمضان وكيف كان يودعونه ....؟؟ جاء في الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم – (
كان يقول اللهم بارك في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) مسند الأمام أحمد وكان رسول الله - صلي الله وعليه وسلم - يعلم أصحابه بأن يسألوا الله بالبركة في شهري رجب وشعبان و أن يطيل في أعمارهم حتى يبلغهم رمضان. وعند رؤية الهلال(
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله، هلال خير ورشد) .
أما عند انقضاء رمضان وإتمام نعمة الله عليهم فكانوا يدعون الله ستة اشهر أن يتقبل منهم رمضان وكانوا في ذلك يقولون- اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا فما أحوجنا أيها الأحباب إلي هذه الأيام وتلك الليالي إلي ساعات يجدد فيها المرء إيمانه والي فترات يخلو فيها المرء بربه ليصلح ما فسد من أحوال وما أحوجنا إلي فترات من الصفاء والراحة لكي يتزود فيها المر ء بخير زاد وهو التقوى فإن خير ما يتزود به العباد في هذه الدار الدنيا ليوم معادهم هو تقوى الله عز وجل ، كما قال تعالى:
(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة: من الآية197).
إنه الزاد الذي لا غنى للعبد عنه ليقدم على ربه آمنا وإلا ندم يوم لا ينفع الندم:
وقد فرض الله الصيام لحكم وأسرار ومقاصد منها ما أخبرنا الله بها وأدركها الراسخون في العلم ومنها ما أخفاها عنا لحكم أخر فإن الله سبحانه قد شرع الشرائع وسن القوانين لصالح العباد وتربيتهم فما دام الإنسان قد رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ- صلى الله عليه وسلم - نبياً ورسولاً فلا بد له من كامل التسليم والإذعان لما فرض عليه من فروض سواء أدرك الحكمة من وراء التشريع أم لم يدرك فقد قال تعالى في محكم آياته
@831;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) (البقرة:183)
إذاً الصوم طريقُ الوصول لتقوى الله عز وجل والصوم أيضاً يزكى النفس وينقيها من الشهوات وفي الصوم أيضا تذكيرٌ بالجوعى والمحرومين ومواساتهم وفيه حفظ للصحة من الأمراض وبالصوم يتحقق الصبر وتقوى الإرادة ومن عجيب القول أن الصوم فيه تدريب على احترام المواعيد وتنظيم الوقت بدقة ويكفي شاهداً على ذلك قوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ :
(إذا أذن بلال فلا تمسكوا ، ولكن أمسكوا إذا أذَّن ابن أم مكتوم ) أخرجه البخاري ومسلم ، والفرق بين أذان ابن أم مكتوم وأذان بلال كما في الحديث:
(ما بينهما إلاَّ أن ينزل هذا ويصعد هذا) وقد أحسن القاضي عياض حين قال:
ومـمّـَا زادني شـرفاً وتـيـهـاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريَّا
دخولي تحت قولك يا عبادي *** وأن صيَّرت أحمد لي نبـيـاً
هيا بنا أحبابي في الله نستقبل رمضان النية الصالحة :
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل أمريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما .
فالنية من أعمال القلوب فلا يشرع النطق بها ولابد لأي عمل أن يسبقه نية صالحة يقصد بها وجه الله ، فكل عمل لا يبتغي به وجه الله فهو في ميزان الله هباء منثورا تزروه الرياح :
1– رمضان الفرصة فلا تدع الفرصة تقوتك: نعم ربما تكون الفرصة الوحيدة وان شئت فقل ربما تكون الأخيرة التي يمر علينا فيها رمضان قبل رحيلنا عن الدنيا فكم من أناس كانوا معنا في رمضان الفائت وقد قضوا نحبهم منذ شهور وأيام فالأخ يذكر أخاه الراحل وقد اغرورقت عيناه بالدموع ليس علي فراقه فحسب ولكن علي ضياع الأجر والثواب الذي كان ينتظر أخاه لو بقى إلى رمضان ولكنها الحوادث والأيام التي تفرق دائماً بين الأحباب وكم من حبيب أختطفه ملك الموت وهادم اللذات يااااالها من فرصة لو بلغنا الله رمضان.
نعم رمضان الفرصة التي يفرح فيه كل مذنب وكلنا مذنب ، يفرح فيه المرء بتصفيد الشياطين ‘ويفرح وقد غلقت أبواب النار، وفتحت فيه أبواب الجنة‘ فبالها من فرصة عظيمة لوأغتنمها المرء ويا لها من حسرة وحزن وألم علي العاصي الذي يجهر بمعصيته لله ويصر عليها فهو المحروم حقا الذي حرم من هذه الفرصة
.ألسنا في زمن الإهمال بعد، إذن فلم التسويف ‘ فاليوم نحن بنا قدرة علي الصيام والقيام وسوف يجئ رمضان ويدركه الكثير ولكنهم لا يدركون صومه لمرض ألم بهم وقل إن شئت ربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولله در القائل :
إلهي قد فعلت الذنب جهلا *** وعمري بالمعاصي قد تولي
إلهي لست بالفردوس أهلاً *** ولا اقوي علي نار الجحيم
فهب لي توبة تمحو ذنوبي *** فإنك غافر الذنب العظـــــيم
وافرح أخي الحبيب بهذا الحديث الذي يحمل بين جنباته فرصٌ عظيمة: جاء في الحديث الشريف الذي رواه البيهقى عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي: أما واحدة فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله تعالى إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية: فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة: فإن الله تعالى يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي، أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة: فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً، فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم". 2 - التوبة النصوح : يجب علي كل مسلم ومسلمة إذا من الله عليه ببلوغ رمضان أن يحمد الله لهذا و أن يستغفر الله من ذنوبه وأن يعاهد الله علي أن لا يعود إلي الذنب أبدا ولله در القائل :
يا رب إن عظمت ذنوبي كثـــــرة *** فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محـــــسن *** فمن الذي يدعو ويرجـــــــو
ادعوك ربي كما أمرت تضرعا *** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسلية إلا الدعــــاء *** وجميل عفوك أني مسلـــــم.
3 - العفو والصفح الجميل: سئل ابن مسعود رضي الله عنه كيف تستقبلون شهر رمضان، قال ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد علي أخيه المسلم ولنا في رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) الأسوة الحسنه فكم لاقي من إيذاء نفسي وبدني من قومه وعشيرته بل طال الأذى عرضه الشريف بالقول في شرف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعند فتح مكة وهو في أوج انتصاراته علي كل أعدائه كان في استطاعته أن يقتص لنفسه ولأهل بيته وقد سأل أهل مكة عند الفتح الأعظم ما تظنون أني فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن أخ كريم قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) أذهبوا فأنتم الطلقاء.
وهذا الصديق أبو بكر يعفو عمن تحدث في عرض ابنته - عائشة - أم المؤمنين وينزل في هذا قرانا يتلى آناء الليل وإطراف النهار
(وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22) وعندئذ قال الصديق بلي والله إنا نحب يا ربنا أن تغفر لنا‘ فلماذا لانقلب الصفحة يا أخوان بكل ما فيها من ألام وإساءات وأين نحن من هذا القول الرائع تسيئون لنا فنعتذر لكم .
سألت عائشة رضي الله عنها وارضاها رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) إذا كانت ليلة القدر فماذا نقول قال - صلي الله عليه وسلم - قولي (
اللهم إنك عفوُ كريمُ تحب العفو فاعف عنى ) ألا تحب أن ينادي عليك يوم القيامة خذ بيد أخيك وأدخلا الجنة خذ بيد أخيك فادخلا الجنة عن أنس رضي الله عنه قال بينا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي فقال (
رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تبارك وتعالى فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله تعالى أعط أخاك مظلمته قال يا رب لم يبق من حسناتي شيء قال رب فليحمل عني من أوزاري قال ففاضت عينا رسول الله بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس إلى من يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله تعالى للطالب ارفع بصرك وانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطى ثمنه قال رب ومن يملك ثمنه قال أنت تملكه قال ماذا يا رب قال تعفو عن أخيك قال يا رب فإني قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخلا الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة.
4 - الصيام كما ينبغي أن يكون : جاء في الحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" من لم يدع قول الزور والعَمَل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " [رواه البخاري فالصيام ليس أمساك عن الطعام والشراب فحسب ولكنه أيضا صيام الجوارح عن الوقوع في الحرام وصوم اللسان عن الغيبة والنميمة وقول الزور والشتم والسباب ... إلي اخره ولله در القائل :
إذا لم يكن في السمع مني تصاون*** وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت
فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما *** فإن قلت: إني صمت يومي فما صمت
5- الصلاة ومشروع ابني بيتك : جاء في الحديث الشريف الذي روته أم حبيبه رملة بنت أبي سفيان - أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال :
" من صلي في اليوم والليلة اثني عشر ركعة بني الله له بيتا في الجنة : أربعا قبل الظهر ، ركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل العشاء وركعتين قبل صلاة " صحيح مسلم ، وهذا البيت ليس كأي بيت ليس في أي ارض في حياتنا الدنيا إنما هو في الجنة والله أن بيوت الدنيا قاطبة وقصورها وأبراجها لا تساوي أي نعيم في الآخرة والصلاة بأحباب هي كما نعلم صلة أو اتصال العبد بربه فصلاة الفرض لا تسقط بأي حال فهو فرض متكرر لا يسقط بحال ، فالحج يسقط علي غير المستطيع سواء كان مريضا أو فقيرا والزكاة تسقط علي الفقير والصوم يسقط علي المسافر والمريض الفرض في رمضان 70 فريضة في غيره والسنة في رمضان فرض في غيره.
6 - القيام والتهجد وصلاة الترويح : أذكر ذات ليلة أنني قد دخلت المسجد في أحدي ليالي العشرة الأخيرة في رمضان وأظنها كانت ليلة وترية فإذا بعمار المسجد ما بين راكعٍٍ وساجد ٍوداع إلي الله باك وقارئ للقران خاشع ، ياله من مشهد يبعث علي الخشوع لله رب العالمين .
هم أناس يمشون نحو بيوت الله إذ سمعوا*** (الله أكبر)في شوق وفي جذل
أرواحهم خشعت لله في أدب*** قلوبهم من جلال الله في وجل
نجواهم:ربنا جئناك طائعة نفوسنا، *** وعصينا خادع الأمل
إذا سجى الليل قاموه وأعينهم *** من خشية الله مثل الجائد الهطل
هم الرجال فلا يلهيهم لعب *** عن الصلاة، ولا أكذوبة الكسل
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
من قام رمضان إيمانًا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه )فللعبد بين يدي ربه موقفان موقف في الدنيا وموقف أخر في الآخرة
أما في الدنيا فحينما يناجي ربه في الصلاة‘ وأما في الآخرة عند لقاءه بربه وعند السؤال ، فمن لم يستحب لله في الدنيا واستهان به شدد الله عليه
الموقف الثاني وهو موقف الآخرة قال تعالى
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6) } .
7- الصدقة والإحسان قال ابن القيم رحمة الله تعالي في زاد المعاد فضل وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان ، لكثير الصدقة والإحسان فيه وفي الصدقة أبواب وصور شتى منها
=607;إطعام الطعام :
قال تعالي "
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) " (سورة الإنسان ) وفي إطعام الطعام عبادة التودد والتحبب إلي من أطعمتهم وبهذا ينشئ الحب والتراحم والألفة بين المسلمين وربما يكون هذا سببا في دخولك الجنة كما جاء في الحديث الشريف عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول:
(يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي، وقال حديث حسن .
وفي إطعام الطعام إنفاذ لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قدم المدينة المنورة وقال أيها الناس أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلون جنة ربكم بسلام
=607;إفطار الصائمين :
وفيه تكون قد صمت رمضان مرتين في عام واحد قال صلي الله وعليه وسلم "
من فطر صائما كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من أجره شيء (أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني) الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار : فليس الذكر فقط هو المطلوب ولكن الأكثر من الذكر لقد رغَّب الله تعالى في الإكثار من ذكره ، ورتب على ذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل فقال عز من قائل : {
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ويقول صلى الله عليه وسلم (
سبق المفردون ) قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال (
الذاكرون الله كثير والذاكرات ) رواه مسلم .
ومعنى سبق المفردون أي أنهم سبقوا غيرهم بنيل الزلفى والدرجات بسبب كثرة ذكرهم لله تعالى، والمفردون هم الذاكرون الله كثيرا؛ كما هو ظاهر الحديث.
والدعاء في رمضان فرصة عظيمة فللصائم عند فطره دعوة لاترد وحين ينزل ربنا تبارك وتعالي في ثلث الليل الآخر ويقول سبحانه هل من سأل فأعطيه هل من مستغفر فاغفر له والإستغفار بالأسحار أيضا قال تعالى(
كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)الذاريات
( إن قيام الليل له لذة ، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا من صف قدميه لله في ظلمات الليل يعبد ربه ويشكو ذنبه ، ويناجى مولاه ، ويطلب جنته ، ويرجو رحمته ، ويخاف عذابه ، ويستعيذ من ناره قال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك واعلم أن قيام الليل هو طريق الصالحين ، وسبيل العاملين ، وتكفير لذنوب المذنبين ، وهداية للعاصين
8- :قراءة القرءان قراءة القرءان في شهر رمضان لها ثواب عظيم تضاعف الحسنات فيمكنك أخي الحبيب بسهولة أن تختم قراءة القراءن في هذا الشهر الكريم علي الأقل 3 مرات فيمكنك أن تقرأه قبل كل صلاة بخمس دقائق وبعدها بخمس دقائق وبهذا تختمه في الشهر مرتين ومرة أخري بعد صلاة الفجر بجلوسك في المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس فالختمة الواحدة 147 مليون حسنه ، فما بالنا وقد هجرنا قرءان ربنا أم ننتظر شكوى رسولنا -صلي الله عليه وسلم- إلي ربنا حينما يقول الحق في قرأنه الكر يم "
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)الفرقان .
من منا ينسي تليفونه المحمول الذي يحرص كل عليه كل الحرص أن لا ينساه في أي موقف ، أليس من الأولي بنا أن لا ننسي قرءاننا
9- الاعتكاف وتحري ليلة القدر كان النبي صلي الله وعليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما ،أخرجه البخاري، فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيرا من العبادات من صلاة وذكر لله ودعاء واستغفار وقراءة للقرءان وفي الاعتكاف حبس الطاعة لله وحدة وقطع أو انقطاع عما يشغل المرء في دنياه.
وكان النبي صلي الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليلي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر فهي ليلة خيرا من ألف شهر كما جاء في سورة القدر "
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) " 10:بر الوالدين والإحسان إليهما.
ويتم ذلك في حال وجودهما علي قيد الحياة أو بعد موتهما ففي حياتهما يكون بثلاثة أمور( - توقير الأب والأم وأحترامهما - سماع كلامهما في غير معصية - الأنفاق عليهما) أما بعد موتهما فيكون بخمسة أشياء (- الصلاة عليهما - الاستغفار لهما - صلة الرحم التي لاتوصل إلا بهما - إكرام صديقهما - إنفاذ عهدهما من بعدهما).
فرمضان إما شاهد لك أو عليك فالله أسال أن يكون شاهدا لنا لا علينا فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام فقد قال النبي "
لو يعلم الناس مافي رمضان لتمنت أن يكون رمضان السنة كلها " وقال أيضا صلي الله عليه وسلم "
إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهما يقال أين الصائمون فيقومون فيدخلون منه فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد"
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26) ".
فكن أخي الحبيب من الفائزين الذين تمرغوا بأنواع العبادة الذين تكتمل بهم عيون من يراهم من حسن منظرهم وطلعة بهائهم من أثر الطاعة فإذا جلست معهم أنست النفوس بهم ويحلو الحديث معهم إنهم هم الراكعون ، الساجدون ، البكائون ،المتصدقون ،المتقون ، الناصحون ، المخلصون ، العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . تلك عشرةُ كاملة.
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل ولا تنسوني من صالح دعائكم.