القطط من اهم الحيوانات الأليفة واكثرها تربية في البيوت كونها جميلة ونظيفة، وهي حيوانات ذكية بطبيعتها تعتمد على نفسها وهي مغرمة باللعب والتسلية وتتميز بالألفة والإخلاص لبعض الناس. تعيش معظم القطط فترة تتراوح بين 13 و 15 سنة وقد تصل اعمار بعض القطط الى 18 او 19 سنة، ومع ذلك كله فقد يشكك البعض كونها غير صحية ومن الخطر تربيتها في البيوت اذ تسبب العقم والاجهاض للمرأة، ماذا يقول الطب في هذا الموضوع ..
هذا ما سنعرفه بحوارنا مع استشاري امراض النساء والولادة الدكتور حسام كمال..
• ما تأثير تربية الحيوانات الأليفة على صحة المرأة؟
- لا أرى تأثيرا سلبيا على المرأة مادامت القطة تعيش في ظروف بيئية سليمة وصحية، وما أراه غير صحي ويمكن أن يؤثر على صحتها هو احتكاك المرأة الزائد بالقطط مثلا أن تنام معها في سرير واحد أو تقبلها وغيره لذا فإني انصح مريضاتي دائما بتخصيص مكان للقطة تنام فيه، فالاختلاط بهم يجب أن يكون تحت مظلة صحية سليمة.
• يقال عن القطط إنها تسبب أمراضا عديدة، ما صحة هذه المعلومة؟
- الخطر من القطط يهدد المرأة الحامل وليس الفتاة، وبالنسبة لباقي الحيوانات من الممكن أن تكون أضرارها موزعة على أنحاء متفرقة من الجسم، ولكن القطط تؤثر مباشرة على المرأة الحامل وتهدد استمرارية حملها، فمن الممكن أن تواجه المرأة العديد من الأخطار وأهمها الإجهاض المبكر وأمراض الحمية وهو أن يخرج الطفل ولديه مشكلات صحية إذا لم يصاب بالوفاة مبكرا، فاحتمالية وفاة الجنين داخل الرحم واردة في هذه الحالة، وهذا كله ناتج عن طريق انتقال عدوى من القطة إلى المرأة وهذا ما يسببه ميكروب يسمى «التكسوبلازما» وهو طفيل له دورة حياة معينة والانسان بهذه الحالة يعتبر وسيطا ناقلا لهذه الدورة.
• ما هو داء القطط؟
- هو تطفل التكسوبلازما على جسم المرأة وهو ناتج عن طريق تربية القطط في المنزل، لان القطة مهما اعطيت من اهتمام ورعاية وتطعيمات فإن احتمالية وجود التكسوبلازما واردة حتى ولو كانت بأفضل حالاتها بالنظافة، لذلك فإني أحرص على عدم مخالطة المرأة الحامل للقطة حتى تعرف إذا كان لديها مناعة ضد هذا الطفيل أم لا.
• كيف ينتقل هذا الطفيل من القطة إلى المرأة؟
- ينتقل الطفيل عن طريق الأكل لأنه طفيل دقيق جدا، وقد يكون موجودا في خروج القطة عالقا فيه لذا من الممكن أن يكون عالقا برجليها أو يديها فلكونها حيوان لا تعنى بنظافتها وتغسل يديها ورجليها بالديتول، فهذا عمل المربية، ومن الممكن أن يكون عالقا بشعرها، فتأتي المرأة بهذه الحالة وتداعب القطة وتجلس على فراشها وبذلك تكون معرضة للإصابة أو انتقال الطفيل لها، واذا كانت المرأة تحمل جنينا فإن انتقال الطفيل من القطة إليها سيكون عن طريق المشيمة التي ستظهر بالجنين بالنهاية.
• كيف تقي المرأة نفسها وتزيد من مناعتها ؟
- ان اصابة المرأة بهذا الطفيل يعطي لها مناعة لان الجسم في هذه الحالة يفرز أجساما مضادة تعطي مناعة، لذا فقد لا تكون هناك أي مشكلة، فيما بعد، لكن في حالة عدم وجود مناعة وتعرّضت المرأة الحامل لهذا الطفيل لأول مرة فقد يسبب لها مشكلات عديدة ومنها الإجهاض، فإذا تعرضت المرأة لهذا الطفيل في المرحلة الأولى من الحمل سبب لها اجهاضا مبكرا، واذا كان في المرحلة الثانية فقد يصيب الطفل بتشوهات قد تصيب العين أو الكبد وتسمى في هذه الحالة «عدوى جنينية»، لكن في حال إصابة المرأة سابقا بهذا الطفيل وتعرضت له مرة اخرى في اي مرحلة من مراحل الحمل فلن يحدث هناك اي مضاعفات لها او للجنين بسبب وجود الاجسام المضادة، لذا فمن المهم ان تعرف المرأة اذا كان لديها مناعة ضد هذا الطفيل أم لا، عن طريق فحص الدم والتبين إذ كان الجسم يحوي اجساما مضادة للتكسوبلازما أم لا، فوجود الاجسام المضادة في جسم المرأة ناتج إما عن اصابتها سابقا بالطفيل أو عن طريق التطعيم، والمشكلة تكمن في عدم وجود تطعيم خاص ضد هذا الطفيل.
• هل فعلا ان تربية القطط تساعد في تخفيف الاكتئاب والقلق لدى المرأة كما قالت بعض الدراسات؟
- نعم اعتقد ذلك، فالإنسان عندما يقدم على تربية حيوان أليف ويعتني به يأتيه ذلك بفائدة نفسية، لأن الحيوان يقي الانسان ويخفف من حالات الاكتئاب لان يشعر بالتواصل مع كائن حي، فتربية الحيوانات أمر إنساني بالدرجة الاولى حرص عليه ديننا الحنيف، ولكني أحرص على أن نأخذ الفائدة النفسية منها ولا تسبب لنا الأمراض أن نهتم بالقطط الاهتمام الصحي المطلوب ويكون لها سجل صحي معتمد، ففي الخارج يهتمون ويحرصون كل الحرص على ذلك أما بدولنا العربية فكل إنسان يعتني بأي حيوان فإن اعتناءه ناتج عن عاطفة، لان المرأة عندما تعتني بالحيوان فهي لا تنتظر منه أي مردود سوى المردود النفسي.
• يقول الدكتور تيرنر البريطاني إن تربية القطط تساهم في خفض معدلات الكزليسترول في الدم وتقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب وبعض الأمراض البسيطة مثل نزلات البرد والصداع والسعال، بماذا تعلق؟
- برأيي الشخصي أن تربية الانسان للقطط ترفع نسبة المناعة عنده لأنها ترفع من الحالة النفسية وتزيل حالات الاكتئاب، لأن الحالة النفسية تتحكم بصورة كبيرة بمرض الانسان، وبرأيي ايضا أن انعكاس الحالة البدنية أنعكاس للصحة النفسية، فالصحيح نفسيا صحيح بدنيا والعكس صحيح، فالحيوان كالطفل لا يعطي الانسان شيئا فهو بحاجة فقط إلى العطاء.