عبدالباسط عبدالصمد
من منا لا يعرف صوته ولا يع قدره ....ملأ ربوع الأرض قرآنا بصوته الصافي النقي ...مميز بلا تحيز ... قوي بلا انفعال ...مؤثر بلا افتعال .... مدرسة فريدة تتلمذ عليهامن جاءوا بعده من القراء بلا استثناء.
هو من مواليد مدينة أرمنت محافظة قنا في أول يناير عام 1927 م ترتيبه الثالث بين أخوته فأخوه الأكبر محمود عبالصمد مفتش ثانوي سابق ويعتبر أول من تعلم بالأزهر بمحافظة قنا يليه عبدالحميد عبدالصمد ناظر ثانوي أزهري بالمعاش ثم الشيخ عبدالباسط ثم أخيهم الأصغر عبدالله عبدالصمد . ألحقه أبوه بكتاب البلدة مع إخوته عام 1943 م إلا أن الطفل عبدالباسط تميز عن إخوته في حفظه للقرآن وحسن تلاوته له رغم إلتحاقه بالكتاب في السابعة من عمره إلا أنه اتم حفظه قبل بلوغ العاشرة و لأن والده كان من علماء الدين بمحافظة قنا فقد عزم على الإهتمام به لما رأى فيه من حسن الأداء وجمال الصوت ليكون من أهل القرآن وذلك بخلاف إخوته الذين لم يكونوا مثله ولم يتمتعوا بموهبته فاكتفى باتمامهم حفظ القرآن ثم وجههم إلى التعليم الأزهري ...وتفرغ الأب لإبنه عبدالباسط فأولاه إهتماما خاصا حيث ألحقه بالمعهد الديني بمدينة أرمنت فتعلم القراءات وعلوم القرآن ونال إهتمام شيخه العالم الأزهري محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه ليقرأ في السهرات والحفلات حتى أصبح الصبي عبدالباسط مشهورا في نجوع وقرى محافظات الوجه القبلي ولم يكن عمره قد تجاوز الخامسة عشرة بعد حتى أصبح يدعى إلى إحياء الحفلات والسهرات القرآنية بمفرده دون شيخه.
الأستاذ هشام عبدالباسط ..ما أول أجر حصل عليه الشيخ عبدالباسط ؟
كان رحمة الله عليه يقول أنه تقاضى ثلاثة جنيهات في أول حفلة قرأ فيها وكان عمره أربعة عشر عاما ويعد هذا المبلغ كبيرا في ذلك الوقت الذي نال فيه شهرة واسعة رغم صغر سنه فكان يجوب محافظة أسوان والأقصر بدعولت خاصة من كبار العائلات حتى أواخر عام 1950 م.
كان الإحتفال بذكرى مولد السيدة زينب رضى الله عنها عام 1951م إيذانا ببذوغ نجم القارىء عبدالباسط محمد عبدالصمد ..أليس ذلك صحيحا ؟
نعم صحيح ففي ذلك العام أراد الشيخ أن يرفه عن نفسه بعد أن ظل قابعا في الوجه القبلي مدة طويلة فعزم على النزوح إلى القاهرة لزيارة مساجد أهل البيت فنزل على لوكاندة الشرق بحي السيدة زينب وكان ذلك التوقيت يوافق الإحتفال بذكرى مولد السيدة زينب وكانت تنقله الأذاعة من مسجدها ويحييه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي فدخل الشيخ عبدالباسط المسجد وجلس يستمع إلى تلاوة القرآن بصوت الشيخ الشعشاعي وإذا برجل له مكانته من محافظة قنا يجلس بجوار الشيخ عبدالباسط ويعرفه ويعلم أنه صاحب صوت جميل في تلاوة القرآن وله شهرة واسعة في محافظات الوجه القبلي والشيخ لا يعرفه فعرفه بنفسه وعرض عليه تقديمه للجمهور القاهري في تلك الليلة إلا أن الشيخ عبدالباسط اعترض قائلا : أنا صحيح مشهور لكن شهرتي لم تتعد الوجه القبلي و لايمكن أن أقرأ وعظام القراء يقرأون هنا. فقال له الرجل : لتقرأ لمدة عشرة دقائق فقط ولو على سبيل البركة وبالفعل وبعد ان انتهى الشيخ الشعشاعي من تلاوته قدمه هذا الرجل الذي كانت تربطه أيضا بالشيخ الشعشاعي علاقة طيبة فقرأ الشيخ عبدالباسط لمدة عشر دقائق فقط ثم ختم قراءته ففوجىء بالجمهور الذي يملأ جنبات المسجد يستزيدونه فما كان منه إلا أن عاد للقراءة مرة ثانية واستمر على ذلك حتى ساعة متأخرة من الليل ومنذ ذلك الحين تعرفت الناس عليه وأصبح حديثهم ومرادهم في سهراتهم وحفلاتهم وذاع صيته كقارىء كبير له ثقله ..ولذا كان رحمة الله عليه يقول إن بركة أهل البيت هي سبب شهرتي وذيوع صيتي.
في عام 1951 م عرض عليه الشيخ الضباع أن يتقدم للأذاعة لإعتماده بها قارئا ...فرفض ...لماذا ؟
كان الشيخ الضباع عضوا بلجنة تقييم الأصوات واختبار القراء بالأذاعة وكان قد حضر الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب وبعد أن استمع إلى صوت الشيخ عبدالباسط في تلك الليلة طلب منه أن يتقدم لإمتحان الأذاعة قائلا له : هل تحب أن تقرأ بالأذاعة ؟ فاندهش الشيخ عبدالباسط قائلا : مرة واحدة كده فقال : نعم ..فرد الشيخ عبدالباسط : لا أحب أن أقرأ بالأذاعة فأنا مشهور في الوجه القبلي وأحب أن أظل قارئا بالوجه القبلي فقط ...فقال الشيخ الضباع له : إن قراءتك بالأذاعة ستفتح لك مجالا أوسع وأرحب في مصر كلها وليس الوجه القبلي فقط بل والعالم العربي كذلك فاقتنع الشيخ عبدالباسط وذهب إلى مبنى الاذاعة بعد أن اتفق مع الشيخ الضباع على ميعاد اللقاء بالأذاعة ..ودون أن يعلم الشيخ عبدالباسط كان الشيخ الضباع قد سجل له شريط كاسيت عندما قرأ القرآن بمسجد السيدة زينب فتم عرض هذا الشريط على اللجنة فاجازته دون أن يعقد له امتحان وتم إعتماده بالأذاعة في ذلك العام.
تزوج الشيخ عبدالباسط في سن مبكرة وقبل اعتماده قارئا يالأذاعة فهل استقر بالقاهرة وترك زوجته وأهله بمدينة أرمنت أم ماذا ؟:
كان مترددا بين إقامته بالقاهرة والاستقرار بها وإقامته بالوجه القبلي فاستخار الله تعالى فكان له ما أراد حيث الاستقرار بالقاهرة فعاد إلى مدينة ارمنت وأصطحب زوجته وبنتيه إلى القاهرة ونزل بهم جميعا على لوكاندة الشرق بحي السيدة زينب ومكث فيها فترة قصيرة حتى تمكن من تأسيس مسكنا بحي السيدة زينب أيضا وكان ذلك عام 1952 م. بعد اعتماده بالأذاعة المصرية تم تعيينه بمسجد الامام الشافعي حتى عام 1981 م ثم نقل إلى مسجد الامام الحسين وأحيا العديد من الحفلات القرآنية بمساجد القاهرة والسيدة زينب والسلطان أبو العلا ومسجد الرفاعي رضى الله عنهم جميعا.
عندما سافر الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى باريس خلع عمامته وجبته وارتدى بدلة قام بشرائها من أشهر محلات باريس ..ما تعليقك على هذا الأمر ؟
هذه حقيقة وقد روى لنا هذه القصة بنفسه فقد سافر إلى فرنسا عام 1952 م لإحياء ليالي رمضان بالمركز الاسلامي هناك وذات يوم وبعد تناوله طعام إفطاره أراد أن يخرج إلى الشارع ليتنزه بعض الوقت فخرج مرتديا زيه التقليدي واثناء سيره بالشارع لاحظ أن الناس ينظرون إليه ويشيرون إلى ملابسه وإلى عمامته فاحس أن هذا الأمر يلفت الأنظار إليه فذهب إلى صديق كان يقيم معه بالفندق وعرض عليه الأمر وطلب منه أن يصطحبه لشراء بدلة يرتديها بدلا من العمامة والجبة وبالفعل قاما بشراء تلك البدلة التي كان الشيخ عبدالباسط يلبسها كلما أراد أن ينزل إلى الشارع متخليا عن جبته وعمامته في تلك الظروف فقط.
ولماذا لم يرتد البدلة في مصر ؟
لقد سألناه هذا السؤال فقال أشعر انها تقيد جسمي وحركتي وقد تعود على ارتداء الجلباب.
أراد الشيخ عبدالباسط أن يتعلم اللغة الانجليزية فتعاقد مع احد معاهد اللغات ولكنه لم يحضر سوى أربعة حصص فقط ...فما السبب وراء رغبته في تعلم اللغة الانجليزية؟ولماذا لم يستمر في تعلمها ؟
بعد أن عاد من احد اسفاره إلى أوروبا قال لنا : أريد أن اتعلم اللغة الانجليزية سألناه : ولماذا ؟ قال : إنني اسافر كثيرا إلى الدول الأوروبية وأتعرض إلى مواقف كثيرة أشعر معها بضرورة تجاوبي مع شعوب تلك الدول وبالفعل إلتحق بأحد معاهد تعليم اللغات ودفع مبلغ يعادل قيمة أجر ثلاثين حصة مقدما واتفق مع المسئولين بالمعهد بأن يتم التدريس له بمفرده فوافقوا ولكنه لم يحضر سوى ثلاثة أو أربعة حصص فقط لكثرة ارتباطه واسفاره المتعددة خارج مصر ولفترات طويلة قد تصل إلى شهور في بعض الأحيان يغيب فيها فأثر ذلك على انتظامة بالدراسة ومتابعة الدارسين فانقطع عن استكمال هذا المشوار.
عرض عليه الملك محمد الخامس ملك المغرب أن يترك القاهرة ومصر كلها ويقيم معه بالمغرب إقامة كاملة لكنه رفض ..كيف كان العرض ولماذا كان الرفض ؟
كانت تربطه بالملك محمد الخامس علاقة و صداقة قوية وكان يتصل به عن طريق التليفون ويحدد له موعد حضوره للقاهرة ليستمع إلى تلاوة القرآن بصوته وكانا يلتقيان بمسجد السيدة نفيسة فيصليان الفجر سويا ثم يمكثان بعد الصلاة بالمسجد ويقرأ الشيخ عبدالباسط ما تيسر من القرآن حتى تطلع الشمس ...وفي آخر زيارة للملك محمد الخامس بالقاهرة عرض على الشيخ عبدالباسط أن يترك القاهرة ويذهب معه إلى دولة المغرب ليستقر هناك وسوف يغدق عليه بالمال الكثير فاعتذر له الشيخ قائلا : أعدك ان آت إليك بالمغرب على سبيل الزيارة كلما سنحت لي الظروف بذلك لأن إقامتي بالمغرب ليست بالأمر الهين على فهذه مصر بلدي وأهلها أهلي الذين نشأت بينهم ولا أستطيع أن أفارقهم وعلى الرغم من كثرة أسفاري وتغيبي عن مصر إلا أن احساسي بالعودة إليها آت لا محالة يهون علي مشقة السفر ووحشة الأهل وبعد المسافات فاستقبل الملك محمد الخامس هذا الرفض المهذب ببشاشة وجه وحب عظيم وتقدير للشيخ عبدالباسط لأصالة انتمائه وعرفانا بجميلها عليه .
ما هي الشخصية التي تأثر بها الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ؟
شخصيتان ...الأولى هي شخصية الشيخ محمد رفعت والذي كان يقول عنه إنه كان يمشي مسافات طويلة جدا قد تصل إلى خمسة كيلومترات ليستمع إلى القرآن بصوت الشيخ رفعت من خلال جهاز الراديو الوحيد الموجود عند احد أثرياء البلدة فتأثر بصوته جدا وخاصة في تلك الفترة التي كان يتأهب فيها ليكون قارئا ويحلم بأن ينال شهرة الشيخ محمد رفعت ...أما الشخصية الثانية شخصية الشيخ مصطفى اسماعيل قارىء القصر الملكي وكان الشيخ عبدالباسط يثني على أخلاقه كثيرا وانه قارىء له مدرسته وصوته المميز ولونه الخاص وكان يحب الاستماع إليه كثيرا وقد ربطتهما صداقة متينة وقد كان تأثره بهما تأثر المحب لصوتيهما وأسلوبهما وليس مقلدا لهما فلكل منهما اسلوبه ومنهجه وآدائه الذي يختلف عن الآخر.
ماذا عن الطعام الذي كان يفضله الشيخ عبدالباسط ؟
كان قنوعا بأكل أي نوع من أنواع الطعام غير انه كان يحب اللحوم جدا.
هل كان يشرب مشروبا معينا قبل ذهابه للقراءة في أي سهرة ؟
فقط يشرب فنجانا من القهوة قبل التلاوة مباشرة و لا شىء سوى ذلك.
وما هو مشروبه المفضل في فصل الصيف؟
لا يشرب أي مشروب في فصل الصيف حتى أنه كان يطلب عدم تقديم الماء المثلج له و أن يكون من الحنفية مباشرة ويقول أن تلك المشروبات تؤثر على الحبال الصوتية.
كان الشيخ عبد الباسط مولعاً بالإنتقال من بيت إلى آخر ومن فيلا إلى أخرى... فما الدافع وراء هذا التغيير؟
بعد أن كان قد أستقر بشقته بحي السيدة زينب مع بداية نزوحه إلى القاهرة إستأجر شقة أخرى بحي جاردن سيتي بجوار السفارة الأمريكية ثم تركها وأستأجر شقة ثالثة بحي منيل الروضة ثم قام بشراء فيلا بحي العجوزة وظل بها فترة حتى عام 1980م تركها بعد ذلك وانتقل إلى البيت الذي نقيم به حالياً بحي المهندسين ولم يكن وراء ذلك التغيير اي سبب أو دافع غير أنه كان يبحث عن الأفضل والأحسن من وجهه نظره.
إشترى الشيخ عيد الباسط عبد الصمد في نهاية فترة الستينات فيلا بحي جناكلبس بمدينة الأسكندربة لتكون مصيفاً للعائلة..فهل كان يحب السباحة أو يهوي نزول البحر؟
كان يحب السباحة جداً ولكن بعيداً عن أنظار الناس ولذا أشترى هذه الفيلا التي تحدثت عنها حضرتك لتكون مصيفاً للعائلة وكنا نذهب إليها في شهر أغسطس من كل عام وكان يرتدي جلباباً أبيضاً وطاقية بيضاء خلال تواجده بالأسكندرية حتى انه كان يخرج كذلك إلى الشارع ليتحرر من الشكل التقليدي والملبس التقليدي له إلا أن الناس كانت تعرفه رغم ذلك فتلتقي به وتعانقه.
هل كان يشاهد برامج التفزيون؟
نادراً فلم يكن لديه الوقت الذي يسمح له بذلك ولكنه كان يحب مشاهدة المسرحيات الكوميدية فقط وكان نجمه المفضل هو الأستاذ فؤاد المهندس.
هل أحترف أحد ابناءه مهنة قراءة القرآنفي السهرات مثله؟
الحمد لله فنحن جميعاً كأبناءه نحفظ القرآن ونتابع حفظه مع محفظ ياتي إلينا في البيت... فأنا وأخي طارق وهو ضابط شرطة نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة بمسجد محمود بالمهندسين كذلك نقرأ قرآن الفجر في نفس المسجد في شهر رمضان والحمد لله صوتنا لا بأس به ويستحسنه الناس ولكن لم يحترف أحدنا مهنة القراءة في السهرات.
كم كانت عدد ساعات نومه؟
كان يبدأ نومه بعد منتصف الليل بقليل وإن كان نومه متقطعاً ويظل كذلك حتى صلاة الفجر بعدها يبدأ النوم حتى الساعة التاسعة صباحأ وكانت تلك بمثابة الوجبة الأساسية في نومه فإن لم ينم بعد صلاة الفجر كعادته يظل طوال يومه مجهداً .. كذلك كان ينام لمدة ساعتين وقت القيلولة وكانت تلك المواعيد مقدسة وعلى ذلك يكون معدل نومه تسعة ساعات يومياً.
هل كانت له أراء معينة في الجيل الجديد من القراء؟
الشيخ عبد الباسط لم ينقد أو ينتقد أحداً قط وكنا عندما نسأله عن رأيه في صوت أي قاريء جديد يقول لنا صوته جيد ولا بأس به ولا يزيد على ذلك.
ماهي البلاد التي زارها وسجل القرآن الكريم لها؟
سافر إلى السعودية عام 1951م لآداء فريضة الحج وقام ببعض التسجيلات لإذاعة المملكة ثم تتابعت بعد ذلك الزيارات للمملكة فسجل لها المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وبذلك بدعوة من وزارة الاعلام السعودية وقد دعته حكومة سوريا لأحياء شهر رمضان بالمسجد الأموي بدمشق والجامع الكبير بحلب وكذلك إحياء بعض الليالي الدينية بلبنان والجزائر والكويت وكل الدول العربية وكانت تلك الزيارات بعضها من قبل وزارة الأوقاف لأحياء ليالي شهر رمضان والبعض الأخر عن طريق الدعوات الشخصية .
وهل زيارته إلى جنوب أفريقيا كانت بدعوة شخصية ايضاً؟
سافر على جنوب أفريقيا مرتين ومكث فيها اكثر من شهرين قضاها مع مسلمي جنوب افريقيا بدعوة من المركز الإسلامي في جوهانسبرج وقرأ القرآن في بريتوريا ودرين وليدي سميث وكابتون كذلك قلم بزيارة باكستان أكثر من مرة وكذلك الهند وأندنوسيا وبورما وماليزيا وجزر الملاديف وأوغندا والسنغال ونيجيريا.
وماذا عن زياراته المتعددة للولايات المتحدة الأمريكية؟
كانت أول زيارة له للولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م بدعوة من المركز الإسلامي بواشنطن زار خلالها أربعة عشر ولاية أمريكية قرأ فيها جميعها القرآن ثم قام بزيارتها مرة أخرى عام 1981م بدعوة من المركز الإسلامي بلوس أنجلس ثم زيارة أخرى عام1987م وفي نفس العام عندما دعي لإفتتاح أول مدرسة إسلامية لتعليم القرآن الكريم بمدينة فرجينيا بواشنطن كما سافر إلى بعض الدول الأوربية حيث سافر إلى باريس وقرأ بالقسم الإسلامي بها وأيضاَ في أسبانيا ولندن وقام بتسجيل بعض التسجيلات للقسم العربي بالإذاعة البريطانية عام 1971م.
كيف بدأت قصته مع المرض؟
كان الشيخ رحمة الله عليه يعاني من كسل بالكبد طوال حياته ولكن ذلك لم يكن يمثل له شيئاً خطيراً بالنسبة له فكان يعالج بالأدوية إلا أنه أصيب بإلتهاب كبدي قبل وفاته بثلاث أسابيع تقريباً دخل على أثره مستشفى الدكتور إبراهيم بدران ومكث فيه أسبوعاً ساءت فيه صحته فنصحه طبيبه المعالج يضرورة سفره للخارج فسافر إلى لندن ومكث بإحد مستشفياتها أسبوعاً أخر لم تتحسن صحته بعد فطلب من إبنه طارق الذي رافقه في هذه الرحلة أن يعود به إلى مصر لشعوره بعدم جدوى العلاج وبمجرد أن دخل بيته قال: الحمد لله , ولأنه كان يشعر بدنو أجله طلب أن يجلس معنا فأوصانا خيراً ببعضنا البعض وأوصى إبنه الأكبر بأن تكون صلاة الجنازة عليه بمسجد محمود بالمهندسين وأن يكون العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية بسور نادي الزمالك وقد وافته المنية عصر الأربعاء الموافق30\11\1988م عن عمر يناهز إحدى وستين عاماً.
ما هي الأوسمة التي حصل عليها؟
من دولة سوريا كرمه الرئيس صبري العسلي رئيس مجلس الوزراء السوري عام1956م ومنح وسام الإستحقاق ومن لبنان قلده الرئيس سامي الصلح وساماً وكذلك قلدته الحكومة السنغالية وساماَ , ومن ماليزيا منحه رئيس حكومة ماليزيا تنكو عبد الرحمن الوسام الذهبي في إفتتاح المسجد الكبير بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وسط احتفال كبير شهده ربع مليون ماليزي عام 1956م ومن مصر حصل على شهادة تقدير من وزارة الأعلام المصرية بمناسبة عيدها الذهبي عام 1938م.
ماذا عن رحلاته مع أصحاب الفضيلة شيوخ الأزهر ووزراء الأوقاف؟
سافر مع الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق إلى أبو ظبي والشارقة وقطر والهند ومع الكتور عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر السابق إلى باكستان وماليزيا ومع الإمام الأكبر جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الحال إلى جزر المالديف ثم البحرين ثم في رحلة أخرى إلى نيجيريا ثم إلى جمهورية بنين ثم إلى الصزمال ورافق الدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق إلى باكستان والهند لإفتتاح بعض المؤتمرات الدينية بجامعة العلوم في ديوبن ومصاحباً للدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف الحالي إالى أورانج لإفتتاح مؤتمر السيرة النبوية الرابع عشر.
ما هي التسجيلات القرآنية التي قام بتسجيلها للإذاعات العربية؟
المصحف المرتل برواية حفص لإذاعة جمهورية مصر العربية كما شارك بتسجيل المصحف المرتل برواية حفص أيضاً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وكذلك للإذاعة السعودية والكويت والمصحف المرتل رواية ورش عن ناع لإذاعة المملكة المغربية, رحمه الله رحمة واسعة.
ولادته ونسبه :
ولد القارىء الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا بجنوب مصر . حيث نشأ في بقعة طاهرة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا ..فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام , .. والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد , كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويدأ .
أما الشقيقان محمود وعبدالحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا. عبدالباسط , وهو في السادسة من عمره .. كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته ولمدينة أرمنت التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. التحق الطفل الموهوب عبدالباسط بكتّاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن ما يكون الإستقبال , لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يتلى بالبيت ليل نهار بكرة وأصيلا. لاحظ الشيخ (( الأمير )) على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب , ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع .. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعاً بأداء طيب يستوقف كل ذي سمع حتى الملائكة الأبرار.
يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته :
(( .. كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات , وكان جدي من العلماء .. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ (( محمد سليم )) ولكن المسافة بين أرمنت إحدى مدن جنوب مصر وبين طنطا إحدى مدن الوجه البحري كانت بعيدة جداً . ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي ورسم معالمه مما جعلني أستعد للسفر , وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى (( أرمنت )) ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت واستقبله أهل أرمنت أحسن استقبال واحتفلوا به لأنهم يعلمون قدراته وإمكاناته لأنه من أهل العلم والقرآن , وكأن القدر ساق إلينا هذا الرجل في الوقت المناسب .. وأقام له أهل البلاد جمعية للمحافظة على القرآن الكريم (( بأصفون المطاعنة )) فكان يحفظ القرآن ويعلم علومه والقراءات . فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية التي هي المتن الخاص بعلم القراءات السبع .
بعد أن وصل الشيخ عبدالباسط الثانية عشرة من العمر إنهالت عليه الدعوات من كل مدن وقرى محافظة قنا وخاصة أصفون المطاعنة بمساعدة الشيخ محمد سليم الذي زكّى الشيخ عبدالباسط في كل مكان يذهب إليه .. وشهادة الشيخ سليم كانت محل ثقة الناس جميعاً .
زيارته للسيدة زينب في ذكرى مولدها :
في عام 1950م ذهب ليزور آل بيت رسول الله (ص) وعترته الطاهرين وكانت المناسبة التي قدم من أجلها مع أحد أقربائه الصعايدة هي الإحتفال بمولد السيدة زينب .. والذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير كالشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالعظيم زاهر والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهم من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة. بعد منتصف الليل والمسجد الزينبي يموج بأوفاج من المحبين لآل البيت القادمين من كل مكان من أرجاء مصر كلها .. إستأذن أحد أقارب الشيخ عبدالباسط القائمين على الحفل أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فأذن له وبدأ في التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت التلاوة من سورة الأحزاب .. عم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارىء الصغير الذي تجرأ وجلس مكان كبار القراء .. ولكن ما هي إلا لحظات وانتقل السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد (( الله أكبر )) , (( ربنا يفتح عليك )) إلى آخره من العبارات التي تصدر من القلوب مباشرة من غير مونتاج.. وبدلاً من القراءة عشر دقائق امتدت إلى أكثر من ساعة ونصف خيل للحاضرين أن أعمدة المسجد وجدرانه وثرياته انفعلت مع الحاضرين وكأنهم يسمعون أصوات الصخور تهتز وتسبح بحمد ربها مع كل آية تتلى بصوت شجي ملائكي يحمل النور ويهز الوجدان بهيبة ورهبة وجلال.
الشيخ الضباع يقدم الشيخ عبدالباسط للإذاعة :
مع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبدالباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارىء بها ولكن الشيخ عبدالباسط أراد أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص . ولكن ترتيب الله وإرادته فوق كل ترتيب وإرادة . كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي والذي به خطف الأضواء من المشاهير وتملك الألباب وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.
بعد الشهرة التي حققها الشيخ عبدالباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة بالقاهرة مع أسرته التي نقلها من الصعيد إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول (ص) والتي تسببت في شهرته والتحاقه بالإذاعة وتقديمه كهدية للعالم والمسلمين والإسلام على حد قول ملايين الناس . بسبب إلتحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للإستماع إلى صوت الشيخ عبدالباسط وكان الذي يمتلك (( راديو )) في منطقة أو قرية من القرى كان يقوم برفع صوت الراديو لأعلى درجة حتى يتمكن الجيران من سماع الشيخ عبدالباسط وهم بمنازلهم وخاصة كل يوم سبت على موجات البرنامج العام من الثامنة وحتى الثامنة والنصف مساءً . بالإضافة إلى الحفلات الخارجية التي كانت تذاع على الهواء مباشرة من المساجد الكبرى .
زياراته المتعددة إلى دول العالم :
بدأ الشيخ عبدالباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952م فانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر رمضان .. كانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للإحتفال بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبدالباسط فكان ردهم (( بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبدالباسط )) فكان الإحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جواً من البهجة والفرحة على المكان الذي يحل به .. وهذا يظهر من خلال استقبال شعوب دول العالم له استقبالاً رسمياً على المستوى القيادي والحكومي والشعبي .. حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة .. وفي جاكرتا بدولة أندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر .
وفي جنوب أفريقيا عندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامي من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه ومعرفة رأيه عما إذا كانت هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره , فكان أذكى منهم وأسند كل شيء إلى زميله وابن بلده ورفيق رحلته القارىء الشيخ أحمد الرزيقي الذي رد عليهم بكل لباقة وأنهى اللقاء بوعي ودبلوماسية أضافت إلى أهل القرآن مكاسب لا حد لها فرضت احترامهم على الجميع .
كانت أول زيارة للشيخ عبدالباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 زار خلالها السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده .. واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله فهي فرصة يجب أن تجنى منها الثمار , فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة .. لم يتردد الشيخ عبدالباسط وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التي سجلت بالحرم المكي والمسجد النبوي الشريف (( لقب بعدها بصوت مكة )) .. ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي زار فيها السعودية وإنما تعددت الزيارات ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام .
ومن بين الدول التي زارها (( الهند )) لإحياء احتفال ديني كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك .. فوجيء الشيخ عبدالباسط بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض وقد حنّوا رؤوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثراً بهذا الموقف الخاشع . لم يقتصر الشيخ عبدالباسط في سفره على الدول العربية والإسلامية فقط وإنما جاب العالم شرقاً وغرباً .. شمالاً وجنوباً وصولاً إلى المسلمين في أي مكان من أرض الله الواسعة .. ومن أشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بالسعودية والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم , فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والإحترام .
تكريمه : يعتبر الشيخ عبدالباسط القارىء الوحيد الذي نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً فكان تكريمه حياً عام 1956 عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس محمد حسن مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.
رحلته مع المرض والوفاة :
تمكن مرض السكر منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد والإلتزام في تناول الطعام والمشروبات ولكن تاضمن الكسل الكبدي مع السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين فأصيب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر فدخل مستشفى الدكتور بدران بالجيزة إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود به إلى مصر وكأنه أحسّ أن نهار العمر قد ذهب , وعيد اللقاء قد اقترب . فما الحياة إلا ساعة ثم تنقضي , فالقرآن أعظم كرامة أكرم الله بها عبده وأجل عطية أعطاها إياه فهو الذي استمال القلوب وقد شغفها طرباً وطار بها فسافرت إلى النعيم المقيم بجنات النعيم , وقد غمر القلوب حباً وسحبهم إلى الشجن فحنت إلى الخير والإيمان وكان سبباً في هداية كثير من القلوب القاسية وكم اهتدى بتلاوته كثير من الحائرين فبلغ الرسالة القرآنية بصوته العذب الجميل كما أمره ربه فاستجاب وأطاع كالملائكة يفعلون ما يؤمرون .
وكان رحيله ويوم وداعه بمثابة صاعقة وقعت بقلوب ملايين المسلمين في كل مكان من أرجاء الدنيا وشيّعه عشرات الألاف من المحبين لصوته وأدائه وشخصه على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي فحضر تشييع الجنازة جميع سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره . في مجال الدعوة بكافة أشكالها حيث كان سبباً في توطيد العلاقات بين كثير من شعوب دول العالم ليصبح يوم 30 نوفمبر من كل عام يوم تكريم لهذا القارىء العظيم ليذكّر المسلمين بيوم الأربعاء 30/11/1988م الذي توقف عنه وجود المرحوم الشيخ عبدالباسط بين أحياء الدنيا ليفتح حياةً خالدةً مع أحياء الآخرة يرتل لهم القرآن الكريم كما كان يرتل في الدينا