يوميات مواطن في مترو الانفاق

فى
البداية اود ان اعرفكم بنفسى , انا مواطن مصرى اعمل بوظيفة مهندس فى شركة
معروفة بمصر ولظروف ما نزحت مع النازحين من محافظة دمياط الى العاصمة
وذلك لظروف عملى الذى انتقل الى قلب العاصمة فى شارع عدلى وكان كلى امل
وسعادة ولكن حينما وصلت الى ارض المحروسة حاولت ان املا صدرى بهواها كأى
مشتاق الى مكان عزيز عليه ولكن ما بدات حتى انغمرت فى سعال مستمر لحوالى
اكثر من دقيقة حتى تخيلت انى الفظ انفاسى الاخيرة وما ان رفعت عينى
لاستقبل المناظر الخلابة فلم ارى شيئا سوى ضباب اسود ملىء بالغبار فحسست
بانقباض فى صدرى مما ترك انطباع بالاكتئاب والمعاناه التى تنتظرنى فى هذا
المكان , وانطلقت بسيارتى وسط غابة من السيارات حتى ظننت انه يوم الحشر
ومكثت فى طريقى حوالى 3 ساعات حتى وصلت الى مقر عملى بينهم اكثرمن نصف
ساعة لاجد مكان لسيارتى فتخيلت المكان الساحر الذى كنت اسكن به فى دمياط
فوجدت الشمس غير الشمس والارض غير الارض والهواء غير الهواء , فقصصت ما
عنيت على احد زملائى الجدد وقال لى "انت لسه شوفت حاجة , انا بنصحك تركن
سيارتك فى سراى القبة وتركب المترو , هذه اسرع مواصلة ممكن تلاقيها " حمدت
الله على ذلك وظننت ان الحياه اعادت الى الابتسام مرة اخرى وطبعا استفسرت
عن المحطات التى بقرب عملى فكانت "محطة جمال عبد الناصر"

وفى اليوم
التالى ذهبت الى محطة سراى القبة فسلكت طريقا شبه مزدحم وغير ملئ
بالاشارات ودوت طبعا بعد ما سئلت ..... وحمدت الله اننى وجدت مكان لسيارتى
فارتسمت على وجهى الابتسامة وحصلت على التذكرة من شباك التذاكر وما ان
وضعت التذكرة حتى فوجئت بصفير من حولى افزعنى وفوجئت بصراخ من خلفى يقول "
يلا يا استاذ خلص او نط من فوق المكنة او سبنا نجرب احنا " فتنحيت جانبا
وجاء الموظف ليمررنى من باب صغير بجوار الماكينات ووقفت انتظر المترو على
رصيف المحطة ولم يلبث اكثر من دقيقة ونصف حتى فتح الباب فوجدت حائط منيع
من البشر ملاصق فلم يترك البعض لى لحظات للتفكير حتى وجدت نفسى بداخل
العربة لا أعرف كيف ؟

ووجدت غابة هائلة من البشر متلاحمين بمختلف
الجنسين فزهلت مما رأيت وتصببت عرقا من شدة الزحام ولكنى لم استطع مسح
عرقى او حتى تحريك يداى المكبلاتان بالبشر و انا فى هذه الحالة وجدت صوتا
من خلفى

يقول : "نازل يا استاذ "

قولت : " لا "

قال : " طيب حاسب علشان اعدى"

قولت: " اعديك ازاى هو انا عارف احرك ايدى اصلا""

قال : " يا فتاح يا عليم , متعصبناش على الصبح وحاسب"

ووجدت نفسى بقدرة قادر فى مكان اخر غير الذى كنت واقف فيه واكيد كل من يستخدمون مترو الانفاق يعلموا كيف ؟

وبعدها
سمعت صوتا" جميلا" يشدو بكلام الله عز وجل , وجدت بعضا من الشباب يستخدمون
الموبايل لاستماع بعضا من القرءان , اعتقد ليمنحهم الله الصبر على هذا
البلاء العظيم, ثم تحركت جانبا بعدما اخذت خبرة بسيطة فى كيفية التحرك
داخل العربة والتفت فاذا وجدت شابا يشغل اغانى على موبايله وكان الصوت
عاليا فى اذنى وحتى تداخل الصوت مع القرءان فقلت عجبا ما هذا التضارب
الغريب ولم اشاهد بشرا علق على هذا والكل فى عينه نظرة ترقب لمحطته
المنشودة

فقلت له : " ممكن توطى الصوت شوية "

فلم يرد

فكررت ذلك عليه بكل ادب واحترام

فقال : " وانت مالك يا استاذ , خليك فى حالك احسلك "

فأحسست
بضيق فى صدرى لتدنى مستوى الاخلاق لدى البعض ولكنى املت ان تكون حالة
فردية , فاذا بى المح من هم يلعبون فى الموبايل ويشغلون الاغانى ويضعون
السماعات على اذنيهم ويتراقصون مع نغمات الاغانى , فانتابنى نوع من
الاشمئزاز , فحاولت الابتعاد عنهم فما ان صدمت بأخرون من هم يضعون ايدهم
على زميلاتهم الفتايات بصورة مستفزة ويضحكون بطريقة انتزع منها الادب
والحياء وما زاد انزعاجى هو تكرار هذا المشهد اكثر من مرة حتى انى تخيلت
انى فى مجتمع غير بلدى الحبيبة مصر الهذا الحد وصل تدنى الاخلاق والغريب
انه لم يتم التعليق او التدخل من اى شخص ليمنع او ينصح كعادتنا فى
الاقاليم , هلى اصبح الامر معتادا فى هذه البلد ام هى علامات الساعة .

وفجأة
توقف القطار فى محطة غمرة ورايت رجلا عجوز ماسكا" بعصا فى يده وقد عانى من
الكبر ما لم يعانيه احد ووقف امام احد الكراسى الذى يجلس عاليها شابا فى
مقتبل العشرينات فتخيلت كعادة النبلاء واولاد البلد سوف يقوم هذا الشاب
ويجلس الرجل مكانه ولكنه ما ان راه حتى نزل عليه النوم فجأة لا أعلم كيف
وظل نائما حتى جاءت محتطة فاستيقظ فجأة ايضا" وكانه يعمل بالريموت كونترول
, فعزجت عن تصديق ذلك فأين تعاليم الاسلام ؟

وحينما وصلت الى محطتى
, حمدت الله على السلامة وقلت الشهادة فإذا بهجوم شاسع على ماكينات
التذاكر وكاننا فى معركة حربية لا أعلم لماذا كل هذا الصخب والضجة ؟ وذهبت
الى عملى منهكا متعبا وانا مازلت فى بداية اليوم لا اقدر حتى على التخطيط
ليومى وتخيلت مصيرى فى هذا المكان وحتى ان كان فيه اى مميزات مادية .

وجلست
مع نفسى افكر فيما رأيته اليوم وعانيتة وانا مازلت فى اليوم الثانى فقررت
ان ادخل الى مديرى واطلب نقلى فورا وعودتى الى مكانى واتنازل عن أى مكاسب
مادية من هذا المكان الموحش .

فإنى انصح الجميع بترك هذا المكان
الغير ادمى والهجرة كما هاجر الرسولعليه الصلاة وافضل السلام الى اى
محافظة اخرى , وانا متأكد ان حياتكم سوف تتغير بالكامل الى الافضل .

واسف للاطالة ولكن ما حدث كان يوما لا ينسى فعلا