بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد
حديثي اليوم للداعية وهو على أعتاب رمضان و على أعتاب هذه النفحات الربانيه التي ينتظرها بكل شوق وبكل حب وبكل إقبال هذه النفحات التي يستغلها الداعية ليتزود وينطلق هذه النفحات التي يستغلها الداعية من بعد كسل وينطلق هذه النفحات إلى يستغلها الداعية من بعد فترة قسي فيه القلب وينطلق ينطلق إلى ربه إلى عفوه ..
ينطلق إلى هناك حيث الرحمات والمغفرة والعتق من النيران ينطلق إلى هناك حيث الجنة والنعيم المقيم ... هناك حيث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورمضان يقف أمامه نوعين من الدعاة
النوع الأول أو الصنف الأول.... وهو الداعية صاحب القلب النقي وهو ذلك الداعية الذي يعيش يومه وشهره وعامه وحياته في طاعة الله ويعيش العام كله رمضان فهو في قيام لليل وصوم للنهار وصدقه للسر وبسمة للخير وسجدة للشكر وتوبة من الذنب واستقامة على الحق وحب للناس فهو يعيش مع الله في حياته كلها في سكناته وفى حركاته وفى همساته وصولاته وجولاته فيدخل عليه رمضان ليزيده قوة إلى قوته وإيمانا على إيمانه ويقينا على يقينه وثوابا على ثوابه
وهذا الداعية يسعى لرمضان منذ خروجه من رمضان السابق ... يسعى لأعمال البر وأعمال الخير ودعوة الناس للصيام وللقيام وزيارة المرضى وأصحاب الأوجاع فحياته لا يوجد بها فترة للراحة أو وقت للعب فنقول لهذا الداعية هنيئا لك رمضان وهنيئا لك ما ينتظرك من خير ومن ثواب وهنيئا لك عفو الله ومغفرته وعتق رقبتك من النار ونقول لك اجتهد وداوم على ما أنت عليك وخذ بيد إخوانك واستعن بالله ...
والصنف الثاني هو الداعية.... صاحب النفس اللوامة وهو ذلك الداعية الذي يستقبل رمضان بشغف وينتظره كلما أحس بقدومه لأنه يريد أن يغسل نفسه من ذنوبه التي ارتكبها في جنب الله عز وجل يريد أن يخرج قلبه ويعطيه لربه كي يغسله من الذنوب والمعاصي والتي أكثرها من الصغائر يعيش هذا الداعية منذ خروجه من رمضان السابق في صراع مع نفسه بين المداومة على طاعة الله عز وجل وبين فلتات وسقطات النفس ..
بين نفسه وبين الشيطان بين عدوين عظيمين يحاربهما على ساحة القلب فتكون الغلبة للشيطان مرة وتكون الغلبة للنفس مرة لذلك فهو ينتظر رمضان بقوة وإرادة وعزيمة ولكن يخشى أن يعود لذنوب الخلوات وما أكثرها فهو يجهز نفسه الآن ....
يصوم أيام من رجب وأيام من شعبان يقيم الليل ركعتين قبل نومه وذلك كل يوم ويتهجد بين يدي ربه مرة أو مرتين في أسبوعه يقرأ القران يقرأ ورده الذي ظل أيام لا يقرأه بل مرة عليه شهر ولا يستطيع أن يختمه وأصبح يواظب على صلاة الفجر ونراه ينتظم في صلاة الجماعة ويحضر تكبيرة الإحرام ونراه لا تفوته السنن الراتبه
بل أصبحنا نراه يدعو الناس بكل قوة لاستقبال رمضان والتوبة الصادقة التي أعلنها هو قبلهم هذا هو حال الداعية صاحب هذه النفس والتي أكثرنا منها ..
فنحن في حاجه إلى ثبات على طاعة الله بتجدد دائم وإقبال على الله فقد جاء الوقت لنكون من أصحاب الصنف الأول لأننا أصحاب هدف وغاية ورسالة فلننطلق ولنعمل ولنرى الله من أنفسنا خير وليكن شعارنا لن يسبقني إلى الله احد.