.. في الحــــــــــديقة ..
جلست فى الحديقة العامة و الدموع تملأ عينى....
كنت فى غاية الضيق والحزن، ظروفى فى العمل لم تكن على ما يرام، بالإضافة إلى بعض المشاكل الشخصية الأخرى.
بعد عدة دقائق رأيت طفلاً مقبلاً نحوى و هو يقول : "ما أجمل هذه الوردة رائحتها جميلة جداً ".
تعجبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة، ولكنى أردت التخلص من الطفل فقلت : "فعلاً، جميلة للغاية".
عاد الولد فقال: "هل تأخذيها؟".
دهشت و لكنى أحسست إننى لو رفضتها سيحزن، فمددت يدى و قلت : "سأحب ذلك كثيراً، شكراً". انتظرت أن يعطيني الوردة و لكن يده بقيت معلقة فى الهواء.
و هنا أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي فى همومي....
.................................................. ..............................فالولد كان ضريراً!!....
فأخذت الوردة من يده، ثم احتضنته و شكرته بحرارة
وسرحت للحظات مفكراً فى الأمور التى تزعجنى ...... فوجدت بها مايدفعنى للشكر وليس التذمر،،
فالضوضاء ،،،، تعنى إننى قادر أن أسمع.
وزحمة المرور ،،،، تعنى إننى أستطيع أن أتحرك و أخرج من بيتى.
النافذة المحتاجة للتنظيف والأواني التي فى الحوض ،،،، تعنى إننى أسكن فى بيت، بينما هناك من ينام فى العراء.
البيت غير النظيف بعد زيارة الضيوف ،،،، يعنى إن لدى أصدقاء يحبوننى .
الضرائب ،،،، تعنى إننى أعمل و أكسب.
التعب الذى أشعر به فى نهاية اليوم ،،،، هذا يعنى إن ربنا أعطانى صحة لأتمم واجباتى.
حتى المنبه الذى يوقظنى فى الصباح من أحلى نوم ،،،، يعنى إننى مازلت على قيد الحياة، و لى فرصة جديدة للتوبة و العودة إلى الله.
................
وهنـــــا افاقنى صوت الصغير مودعاً لى....و تركته يتلمس طريقه و ينادى على أمه.
حينئذاحسست برحيق الوردة التى بدت لى ذابلة
وعادت لى إبتسامتى الغائبة مرة آخرى ،، ثم سارعت إلى منزلى راضية , شاكرة ربى على كثير نعمه .
بعض الأمور قد تجعلنا نتذمر على حياتنا ولكن عند تأملها جيدا .... تدفعنا للشــــكر
.................