حمّل الفنان عادل إمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومقتل المدنيين فيها، وسخر من المظاهرات التي تجوب أرجاء العالم منددة بالهجوم ومناصرة لأهالي غزة.

وقال في مقابلة مع صحيفة المصري اليوم "حذرت مصر القيادات الفلسطينية من الهجمات الإسرائيلية، لكنها لم تنتبه لذلك وخاضت حربا غير متكافئة، والأفضل أن تتوقف حماس عما تقوم به لأن إسرائيل لن تقابل ما تفعله بالورود".

وأضاف إمام الذي أثار ضجة العام الماضي بتأييده توريث الحكم لجمال نجل الرئيس المصري حسني مبارك، أن التظاهرات والإضرابات "تفيد إسرائيل أكثر مما تضرها، لأنها تضر باقتصاد بلادنا".

باعوا أنفسهم
في المقابل انتقد فنانون مصريون وكتاب عرب تصريحات إمام ورفضوا "سخريته" من المظاهرات العالمية المناصرة للفلسطينيين، وطالبوه بالكف عن العمل "كمتحدث باسم النظام المصري".

وقال الفنان المصري عبد العزيز مخيون إن "عادل إمام نصب نفسه منذ فترة متحدثا باسم نظام مبارك، وهو معروف بولائه للسلطة أيا كان من يرأسها"، ووصفه بأنه "شخص اشتهر بالصدفة في زمن أسود تحكّم فيه السماسرة والتجار بالفن والإبداع".

وأضاف مخيون للجزيرة نت "للأسف هناك أشخاص -ولا أسميهم فنانين- باعوا أنفسهم للحكام وبدؤوا يدافعون عن التواطؤ والتخاذل العربي، وهم يستمدون وجودهم من حجم الخدمات التي يقدمونها لهذه الأنظمة العاجزة، وعادل إمام أكبر مثال على ذلك".

وأوضح أن التظاهرات والاحتجاجات تعبير جماهيري عن الغضب "خاصة في ظل غياب البرلمانات العربية المنتخبة ديمقراطيا"، وأكد أن الفلسطينيين يقدرون كل تظاهرة وصرخة احتجاج تخرج لمناصرتهم خاصة لو كانت من مصر.

وقال إن الفن ذاكرة الأمم، وإن على الفنانين العرب أن يسجلوا الوحشية الصهيونية والبسالة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية العالمية في أعمال حتى لو كانت قصيرة وعلى عجل "حتى نحفظ للأمة ميراثها قبل أن يلوثه أمثال هؤلاء المأجورين".

موقف مرفوض
وأيد نقيب الممثلين المصريين الدكتور أشرف زكي الرأي السابق، وقال للجزيرة نت إنه يرفض موقف عادل إمام "لأن البديل عن عدم الخروج بالتظاهرات والوقفات هو الصمت ومن ثم الانفجار".

وأضاف "لعل في هذه التظاهرات والفعاليات التضامنية ما يحرك الرأي العام العالمي ويحرك ضمائر العرب للاتفاق على إنقاذ غزة"، موضحا أن هدف الصهاينة "إغراقنا في اليأس حتى لا نصبح قادرين على مجرد الاحتجاج".

وأوضح أن النقابة بعثت برسالة إلى فناني العالم أعدها الفنان خالد الصاوي بلغات متعددة "لكشف الزيف والخديعة الصهيونية"، مشيرا إلى أن زيارة وفد الفنانين للجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية كان لها أثر معنوي كبير عندهم".

لكن زكي عبر عن عدم رضاه عن حجم الدعم المادي والمعنوي المقدم من الفنانين المصريين والعرب تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، وقال إنه "لا يزال أمامنا الكثير لنفعل، وإن هناك مقترحات عديدة ندرسها لتقديم العون لأهلنا في غزة خلال الفترة المقبلة".

مرارة ويأس
أما الكاتب والسيناريست المصري أسامة أنور عكاشة فقرأ في تصريحات عادل إمام "المرارة واليأس اللذين ملآ الأمة العربية وفنانيها بسبب الهوان العربي"، وقال إن غزة "ليست سوى عنوان واضح للمأساة العربية المتفشية في كل قطر عربي".

وأضاف عكاشة للجزيرة نت أن "الأمة العربية أصبحت أمة صوتية لا تعرف سوى العويل والصراخ، وأن الضجة التي أثارها الصحفي العراقي برشقه الرئيس الأميركي بالحذاء تكشف حجم العجز الذي أصاب كل عناصر الحياة اليومية للمواطن العربي".
"
خارج عن الإجماع
وفي تعليقها على تصريحات عادل إمام قالت الكاتبة الكويتية عواطف الزين إن إمام لم يدن العدوان الإسرائيلي على غزة ولم يشارك في اعتصام الفنانين المصريين الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني، "فواجب الفنان قبل الإنسان العادي هو الانحياز إلى الجماهير وليس الوقوف في وجهها".

ورأت عواطف أن إمام "خرج عن الإجماع الفني والجماهيري وأعلن موقفا مغايرا ما كنا ننتظره منه أو نتوقعه، خصوصا أنه يقوم بدور إنساني من خلال اختياره سفيرا للنوايا الحسنة من أجل اللاجئين أو المشردين في هذا العالم، لكن ما قاله يتناقض مع هذا الدور، وتصريحاته الأخيرة لا تمت إلى المنطق بأي صلة لأنها تظهره كأنه يبيع جمهوره بموقف فيحاكم الضحية ويساند الجلاد".



عمرو دياب يتبرع بـ750 ألف دولار لغزة


تبرع المغني المصري عمرو دياب بأجره الذي تقاضاه في حفل رأس السنة الذي أحياه في دبي ويقدر بنحو أربعة ملايين جنيه مصري (750 ألف دولار) لصالح الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، كما أطلقت الممثلة المصرية حنان ترك حملة لشراء وتجهيز سيارات إسعاف وإرسالها إلى القطاع.

ودعا دياب الفنانيين المصريين والعرب للتبرع للفلسطينيين ومساندتهم والوقوف معهم في محنتهم من خلال تسيير قافلات الإغاثة التي تحمل المؤن والأغذية والأدوية لأنهم في أمسّ الحاجة إليها في الوقت الراهن.

وأكد دياب أن رسالة الفنان الحقيقية تظهر في الأزمات والمساندة يجب ألا تقتصر على الغناء فحسب، بل يجب أن تتحول إلى واقع عملي.

ثأر شخصي
وذكًر المطرب المصري بأنه أحد أبناء مدينة بورسعيد الذين تعرضوا للتهجير عقب نكسة 1967، وبالتالي فإن لديه ثأرا شخصيا مع الكيان الصهيوني الذي قتل ويقتل يوميا عشرات ومئات العرب وبينهم الكثيرون من أقاربه وأهله، حسب تعبيره.


حنان ترك تطلق حملة لتوفير سيارات إسعاف
وفي الإطار نفسه بدأت النجمة حنان ترك حملة مناصرة لأهالي غزة المنكوبين تعتمد على جمع التبرعات لشراء وتجهيز سيارات إسعاف وتوصيلها للقطاع للمساعدة في نقل وإسعاف المصابين وتعويض الفاقد من سيارات الإسعاف التي تستهدفها الطائرات الإسرائيلية بالقصف.

وبدأت حنان حملتها عقب زيارة قامت بها مع عدد من نجوم الفن المصريين أمس الأحد للمصابين الفلسطينيين في معهد ناصر الطبي بالعاصمة المصرية القاهرة والذين أكدوا لها أن هناك حاجة ملحة لسيارات إسعاف مجهزة لنقل المصابين ورعايتهم في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفيات غزة.

اعتصام
وكان نحو ثلاثين ممثلا مصريا قد اعتصموا في نقابتهم عقب بدء الضربات الجوية الإسرائيلية لغزة في واحدة من الحركات الاحتجاجية المستمرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة.

وطالب المعتصمون بالتضامن مع أهالي غزة ضد العدوان الوحشي الذي يتعرضون له، حيث دعا الممثل وحيد سيف الجيوش العربية وعلى رأسها الجيش المصري إلى إعلان الحرب على إسرائيل كرد مناسب لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من عدوان.

ولخص خالد الصاوي مطالبه في طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من تل أبيب ومنع تصدير الغاز لإسرائيل وفتح معبر رفح أمام الجرحى الفلسطينيين والمساعدات الإنسانية الدولية للقطاع.

وناشدت الممثلة سهير المرشدي الممثلين العرب والأجانب تخصيص يوم احتجاجي ضد ما يحدث في غزة من عدوان، كنوع من استغلال وعي الفنانين الأجانب بالمجزرة والذي دفع بمائتي ممثل أميركي لتنظيم وقفة احتجاجية ضد إسرائيل.

ودعا رياض الخولي زملاؤه الممثلين المصريين والعرب إلى إنتاج أعمال درامية تساهم في تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ القضية حتى لا ينسى.

الشاعر نجم يحيي صمود غزة ويدعو لرفض المبادرة المصرية

نغم ناصر-دمشق


خص الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم موقع الجزيرة نت بأحدث قصائده عن غزة ومعاناتها، والتي كتبها أثناء الحصار بعنوان "شلال الغزاوية". ودعا نجم في تصريح خاص بالجزيرة نت إلى رفض المبادرة المصرية بوصفها "جزءا من المشروع الأميركي الصهيوني ومخططا لإعدام القضية الفلسطينية".

وتقول قصيدة (شلال الغزاوية):

يا حبابي يالغزاوية
ياوجع الأمة العربية.

لا إنتو حماس ولا عباس
فلسطين هي القضية.

بالميجانا وعلى دالعونة
خدعونا الشلة الملعونة.

والآخر خانوا وباعونا
للسمسار والصهيونية.

ياحبابي يا زينة الفرسان
يا براءة قلب الإنسان.

على كل لسان
وقلوبنا عليكم مكوية.

يا حبابي ولاعدش رجوع
للمسموح ولا الممنوع.

الأطفال بتموت بالجوع
والعطشان مش لاقي ميه.

ووصف الشاعر نجم في اتصال مع الجزيرة نت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة بأنها "حلاوة الروح، وجزء من المشروع الأميركي الصهيوني ومخطط لإعدام القضية الفلسطينية" يشترك به ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي. وطالب نجم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برفض تلك المبادرة.

ولم يستغرب نجم الموقف الرسمي المصري من الحرب على غزة "فالسادات ضرب أول مسمار بنعش القضية الفلسطينية ومن ثم تتالى نهجه". وأضاف الشاعر المصري بأن حماس ستخرج أقوى بعد هذه الحرب، وخاطب حماس بقوله "اثبتوا واصبروا وصابروا فبالنهاية لا يصح إلا الصحيح ".
وتعليقا على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي خاطب به الوجدان المصري وطالبه بالتحرك للتضامن مع غزة، فقد اعتبر نجم أن نصر الله "أخطأ بحساباته وليس بكلامه" عبر الطريقة التي طالب فيها الشارع المصري بالتحرك.

وعلل الشاعر نجم ذلك بقوله "لأن الواقع المصري لا يسمح الآن بثورة الشعب، لأنه في حالة استيقاظ تحتاج سنتين لتكتمل وتنضج" وأضاف أن موقف حزب الله مما يجري في غزة "كعادته موقف شريف وهو موقف عملي وليس مجرد تصريحات".

وبخصوص الموقف التركي من الحرب على غزة قال نجم "يكفي بأن يلتزم الأتراك بالموقف ذاته دون أي تقدم آخر، وذلك كفيل بتعطيل المشروع الأميركي الصهيوني الهادف للإطاحة بالقضية الفلسطينية".

يذكر أن الشاعر أحمد فؤاد نجم اشتهر بأشعاره السياسية الثورية، وقد سجن بسبب ذلك في عهدي الرئيسين المصريين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات إبان ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. واختير الشاعر العام الماضي سفيرا للفقراء من قبل صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة


الجزيره